معنى الكلمه هتلاقيه هنا

الجمعة، 11 مارس 2011

تاريخ الحركة الطلابي جزء 2

وفى يوم 21 فبراير 1946، استجاب الشعب للجنة استجابة كاملة. فشلت حركة المواصلات وتوقفت جميع المصانع والمحال التجارية عن العمل، وأقفلت المدارس والكليات. وخرجت من الأزهر مظاهرة كبرى شاركت فيها الجماهير اتجهت إلى ميدان الأوبرا، حيث عقد مؤتمر شعبي اتخذ قرارات: بمقاطعة المفاوضات وأساليب المساومة، والتمسك بالجلاء عن وادي النيل، وإلغاء معاهدة 1936، واتفاقية 1899الخاصة بالسودان، وعرض القضية على مجلس الأمن. ثم زحفت المظاهرة الكبرى إلى ميدان قصر النيل (التحرير الآن) حيث الثكنات البريطانية (موقع فندق الهيلتون الآن)، واتجه قسم منها إلى ساحة عابدين. وكانت المظاهرات تسير في نظام تام دون اعتداء على أحد ودون التعرض للممتلكات أو جنوح نحو التخريب، فإذا ببعض السيارات العسكرية البريطانية المسلحة تخترق الميدان وسط الجماهير فجأة لتدهم بعضهم تحت عجلاتها. وكان الرد الطبيعي من جانب المتظاهرين رجم الثكنات البريطانية بالحجارة. فرد الجنود البريطانيون بإطلاق الرصاص. فكانت مذبحة أثارت ثائرة الجماهير، فأشعلوا النار في معسكر بريطاني بالميدان (كان يحتل موقع مبنى المجمع الآن)، وبعض المنشات العسكرية البريطانية الأخرى
. وظلت المظاهرات التلقائية تنتقل إلى جميع أحياء القاهرة دون استثناء، كما انتشرت في الإسكندرية والمدن الأخرى متخذة طابع العنف .و أثار البيان الذي أعلنه صدقي باشا في المساء ثائرة الطلبة على وجه الخصوص، لوصفه العمال بالدهماء واتهامهم بالتخريب فأصدرت ((اللجنة الوطنية للطلبة والعمال)) بيانا استنكرت فيه هذا الوصف والاتهام. واستمر تنظيم المؤتمرات والمظاهرات في الأيام التالية. وأعلنت اللجنة يوم (25 فبراير) يوم حداد عام. فصدرت الصحف في ذلك اليوم متشحة بالسواد. وأعلنت اللجنة يوم 4 مارس يوم حداد وإضراب عام، فاستجاب الجميع للدعوة. فاحتجبت الصحف عن الصدور في ذلك اليوم، و خليت الشوارع إلا من المتظاهرين و أغلقت المصانع والمحلات التجارية والمدارس والجامعة. وحدث صدام بالإسكندرية بين الجنود والمتظاهرين سقط فيه 28 من المتظاهرين قتلى وجرح 432 متظاهرا وقتل جنديان بريطانيان وجرح أربعة جنود بريطانيين. وتضامنا مع الحركة الوطنية المصرية وقع في نفس اليوم (4 مارس) إضراب عام في السودان وسوريا ولبنان وشرق الأردن. وكان لمذبحة 21 فبراير أثرها في الحركة الطلابية العالمية، فقررت اعتبارا بوم 21 فبراير يوم التضامن العالمي مع طلاب مصر تكريما لنضال الطلاب المصريين

وبعد تشكيل (هيئة التحرير) - يناير 1953و بعد هزيمة يونيو 1967، والأحكام الهزيلة
التي حكم بها على الضباط المتسببين في النكسة، اخذ السخط يتراكم في صدور الجماهير وخاصة العمال وطلاب الجامعة. فعند إعلان أحكام قضايا التقصير والإهمال في سلاح الطيران التي اتهم فيها بعض الضباط (20 فبراير 1968)، وكذلك أحكام ضباط المدرعات، أحس الناس أن العقوبات التي جاءت بالأحكام لا تتناسب مع كارثة الهزيمة. فانفجرت براكين الغضب الشعبي التي بدأت بعمال المصانع الحربية بحلوان الذين خرجوا في مظاهرة عامة متجهين إلى القاهرة فتصدت لهم قوات الأمن في (21 فبراير).وعندما وصلت أنباء حوادث حلوان إلى الجامعة بعد ظهر نفس اليوم، اجتمع الطلاب بأحد مدرجات كلية الآداب، وشكلوا من بينهم لجنة لرفع رأيهم في الأحكام وفى أحداث حلوان، وظلوا مجتمعين حتى المساء.
وحضر الاجتماع مدير الجامعة في محاولة لاحتواء الموقف، وتجنب المضاعفات. واستمر الاجتماع إلى اليوم التالي، رغم انه كان عطلة رسمية (عيد الوحدة)، حيث حضر وزير التعليم العالي وتناقش مع الطلاب على مدى أربع ساعات طرحوا خلالها مطالبهم التي كانت تتصل باتحاد الطلاب، والاتحاد الاشتراكي، وإدارة الجامعة، وفوق ذلك كله أمر ((النكسة))، ومسالة الأحكام. فوعد الوزير ببحث المطالب مع جهات الاختصاص، ورفع ما اتصل بالنكسة والأحكام إلى الرئيس جمال عبد الناصر، وقد أصر الطلاب على رفع المطالب السياسية للرئيس لأنهم كانوا يولونه ثقتهم التامة.وكانت المطالب محصورة في أمر النكسة، والاحتجاج على الأحكام، ثم أخذت تتسع لتشمل الحريات العامة. وكان من الممكن احتواء الموقف لو أبدت السلطة حسن نواياها تجاه الطلاب، غير انه تم إلقاء القبض على بعض أعضاء اللجنة التي شكلها الطلاب. فانفجرت المظاهرات، حيث خرج طلبة الهندسة من كليتهم إلى حرم الجامعة، ثم انضم إليهم طلبة الكليات الأخرى، واتجهوا في مظاهرة كبيرة إلى كوبري الجامعة صوب وسط المدينة مطالبين بالإفراج عن الطلبة المعتقلين؛ مرددين شعارات التنديد بالهزيمة، مطالبين بمحاكمة المسئولين عنها، وبإطلاق الحريات العامة. وتصدت قوات الأمن للطلاب عند مدخل كوبري الجامعة، كما تصدت لطلاب الطب الذين كانوا يتحركون في نفس الوقت لملاقاة زملائهم رافعين نفس المطالب مرددين نفس الهتافات. كذلك تزامنت حركة طلاب جامعة القاهرة مع طلاب جامعة عين شمس الذين خرجوا في مظاهرة كبيرة قابلتها قوات الأمن بالعنف عند ميدان العباسية. ورغم حصار قوات الأمن استطاع الطلبة اختراق حواجز الشرطة والوصول إلى وسط المدينة (ميدان التحرير وباب اللوق)، حيث ظلوا يرددون الهتافات احتجاجا على النكسة، والأحكام القضائية الهزيلة على المتسببين فيها، ومطالبين بالإفراج عن زملائهم المعتقلين .وعند منتصف الليل اتخذ مجلس الوزراء - برئاسة الزعيم جمال عبد الناصر - قرارا بإلغاء الأحكام التي صدرت، وإحالة القضية إلى محكمة عسكرية عليا أخرى، وتمت الاستجابة لمطالب الطلبة الخاصة بإعطاء مزيد من الاستقلال والفاعلية وحرية الحركة لاتحاداتهم، والسماح للاتحادات بالعمل السياسي. وصدر قرار رئيس الجمهورية رقم 1523 لسنة 1968، بشان تنظيم الاتحادات الطلابية منفذا لهذه المطالب.
وبدأت الجامعة تموج بالحركة وعاد الطلاب يعبرون عن آرائهم بحرية داخل الجامعة و ارتفعت يد منظمة الشباب عن الجامعة
.الحركة الطلابية في السبعينات :
بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، وتولي الرئيس السادات السلطة في مصر كانت ردته على الناصرية هي إيذانا ببدء عهد جديد في مصر يتسم بالانفتاح الاقتصادي، و التبعية لأمريكا، و للكيان الصهيوني والتخلي عن القضايا العربية.. وكانت هذه السياسة الجديدة بعيدة كل البعد عن طموحات و آمال فرسان الحركة الطلابية المصرية الذين تصدوا للسادات من بداية عهده مطالبين بالثأر وخاصة حين أعلن أن عام 1971 هو عام الحسم.اجتاحت مظاهرات الطلبة جميع أنحاء الجمهورية مطالبة بالثأر، وواجهتها سلطة السادات بكافة أشكال العنف من ضرب و تعذيب و اعتقال. فقد أعلن السادات أن عام 1971، هو عام الحسم و لم يحرك ساكنا. وأعلن أن عام 1972 هو عام "الضباب!"، و لهذا لن يستطيع الدخول في معركة، مما أشعل نيران الغضب في صدور الطلاب. وعمت مظاهراتهم جميع أنحاء مصر حتى بدأ السادات يشعر تجاهها بالقلق خوفا من أن يتضامن بقية طوائف الشعب مع الطلبة، ولهذا قرر السادات التعجيل في قرار العبور في السادس من أكتوبر 1973.و لما كان التيار اليساري (الناصري و الشيوعي) هو التيار الذي يعتنقه معظم فرسان الحركة الطلابية في ذلك الوقت، فقد كان من الطبيعي أن ترتبط الحركة بأدق التفاصيل في الحياة الداخلية و الاجتماعية في مصر.
و يتضح هذا من المظاهرات الضخمة التي خرجت من الجامعات و المصانع في 18 و 19 يناير 1977 بعد إعلان قرارات إلغاء الدعم و غلاء الأسعار. و سقط العديد من شهداء الحركة الطلابية المصرية و الطبقة العاملة برصاص اليمين المصري الذي يتزعمه السادات . و لكن هذه الانتفاضة الشعبية التي أشعلها الطلبة مع العمال كادت أن تطيح بالنظام الخائن و حاشيته مما اجبر السادات على التراجع في قراراته و عودة الأسعار كما كانت .كانت انتفاضة الخبز في يناير 1977 بمثابة جرس إنذار للسادات و من خلفه اليمين المصري ينبه عن تزايد النفوذ اليساري بين الحركة الطلابية المصرية فتحالف السادات مع الجماعات المتأسلمة في صفقة كان شرطاها الإفراج عن الجماعات المتأسلمة مقابل ضرب " الولاد الشيوعيين اللي لابسين قميص عبد الناصر " على حد تعبير السادات. و كان يصرف لهذه الجماعات أموالا طائلة لكافة الأنشطة التي تقيمها داخل الجامعة وكان المسئول عن هذه الأموال عثمان أحمد عثمان .لقد شهدت معظم فترة السادات تحركات طلابية ضخمة لما شاب هذه الفترة من سياسات يمينية متصهينة و قد ابتلت هذه السياسات مصر و الوطن العربي كله بأشياء كثيرة منها الردة على الناصرية و الانفتاح الاقتصادي و معاهدة الذل و الخيانة التي وقعها مع العدو الصهيوني في كامب ديفيد .. و لكي يرتاح السادات من هذه التحركات الطلابية التي تعبر عن ضمير الأمة و قلبها النابض أصدر السادات لائحة 79 ، التي ألغى من خلالها اتحاد طلاب الجمهورية الذي كان يمثل رأيا عاما غاية في الخطورة و يعبر عن الحركة الطلابية المصرية و ذلك في محاولة لاغتيال هذه الحركة الشامخة ،
كما ألغى السادات اللجنة السياسية في اتحادات الطلاب و حرم كافة أشكال العمل السياسي داخل الجامعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طلاب لاصلاح الجامعه