معنى الكلمه هتلاقيه هنا

الأربعاء، 20 أبريل 2011

فساد الحزب الوطني في الجامعات

بقلم د. محمد عبد الستار عثمان

كانت الجامعات قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير مسرحاً لفساد الحزب الوطني طوال السنوات الماضية وشاءت لجنة السياسات بهذا الحزب الفاسد ان توظف الجامعات لأغراضها السياسية وعلي رأسها "أيقونة التوريث" وانعكس ذلك جلياً في تجميد انشطة نادي اعضاء هيئة التدريس وتحويلها الي منابر للحزب الوطني بعد أن وأدت نشاطها الطاهر الحقيقي بإفساد انتخابات مجالس ادارات هذه النوادي وتدخل رؤساء الجامعات السافر فيها بل وأصبح للمشاركين في هذا الإفساد فرصة طيبة لأن يصلوا الي رئاسة الجامعة علي سبيل المكافأة لما بذلوا من جهد في هذا الافساد وتتابعت اجيالهم الفاسدة في هذا الاتجاه، واصبح اهم معيار لاختيار رؤساء الجامعات ومعظم المناصب القيادية في الجامعات أن يكونوا أعضاء الحزب الوطني الفاسد ويكاد يكون معظم رؤساء الجامعات ونوابهم وعمداء الكليات اعضاء فاعلين في هذا الحزب لتنفيذ سياسته التي افسدت التعليم والتربية السياسية في الجامعات المصرية.

وكرست برامج الانشطة الطلابية لخدمة التوريث وبخاصة اسبوع شباب الجامعات الذي كان يمثل فيه لقاء جمال مبارك بطلاب الجامعات المشاركين في هذا الاسبوع ذروة نشاطاته وحدث اغداق في الدعم المالي الضخم لهذا الغرض السيئ والفاسد بكل المعايير وكان هذا الهدف مغلفاً بالانشطة الرياضية والثقافية والفنية المصاحبة.

وتمثل انتخابات اتحادات الطلاب بالجامعة محوراً آخراً للفساد فهذه الانتخابات تعد صورة مصغرة لفساد الانتخابات المصرية وتزويرها، وخطورة هذه الانتخابات في الجامعة لا تتوقف عند هذه الانتخابات ولكنها ترسخ تربية سياسية فاسدة لأجيال فاسدة من الموالين وحرمان سياسي وتجميد لبقية فئات الطلاب وانحط التعليم كله في اطار ما يسمي بسياسات التطوير المزيفة التي خلقت مجتمعاً جامعياً فاسداً أضاع القيم الجامعية الاصيلة وجمد القانون وأضاع حقوق اعضاء هيئة التدريس المادية والادبية وانحط بالبحث العلمي وخلق نظماً للتعليم تزداد بالتعليم انحطاطاً كالتعليم المفتوح الذي اصبح ابتداء من العام الحالي في اطار فكر فاسد بديلاً لنظام الانتساب الموجه فبدلنا السيئ بمستوي علمي جامعي مستحق ولن تتوفر لهم فرص عمل بعدما تكلفوا تكاليف باهظة بالنسبة لمستواهم الاقتصادي وأضاعوا سنوات مهمة من عمرهم في تعليم لا يسمن ولا يغني من جوع، وعندما يتحقق هؤلاء من هذا المصير بعد تخرجهم فإنهم عندئذ يمثلون خطراً علي الأمن والسلام الاجتماعي.

ويمثل معهد اعداد القادة صورة اخري من صور الفساد بما يبثه من سموم في عقول نخب من الطلاب كثيراً منها ارتدت عن عقائد الحزب الوطني الذي يصيغ برامج هذا المعهد ويشرف عليها ويرتب لقيادات الحزب الوطني من وزراء ومسئولين الذين تواطأوا مع هذا التوجه استفادة وافادة.

وبالغت بعض القيادات الجامعية وبخاصة في جامعات القاهرة الكبري في مقاومة التيارات الاصلاحية وبرز هذا واضحاً من اعتداء من شراذم الفاسدين الموالين لهذه القيادات في ضرب قيادات حركة 9 مارس الذين توجهوا الي جامعة عين شمس للتوعية بحكم القضاء بوقف عمل الحرس الجامعي وتدخلاته في شئون الجامعات وهي الحوادث التي اظهرت دور هذا الحرس وواقعه المؤسف.

وإذا كانت ثورة 25 يناير تفتح صفحة جديدة في تاريخ هذا الوطن العزيز وتسعي لتقدمه ورفعته علي أساس الحرية والعدالة الاجتماعية فإن الجامعات اشد ما تكون في هذه اللحظة لأن تكون من أوائل القطاعات في الدولة متجهة لإسقاط نظامها بفضل هذه الثورة واقامة نظام جديد متوافق مع اهداف هذه الثورة وداعم لها لأن التعليم والعمل والمعرفة تمثل المسار الوحيد لتحقيق اهداف الثورة، ومن ثم فإن رفع يد الحزب الوطني واتباعه ونظمه عن كاهل الجامعات خطوة اولي واساسية في سبيل الحرية الاكاديمية وتتبعها خطوات اخري كثيرة في مجالات اخري يتوالي عرضها.

نائب رئيس جامعة سوهاج الساب




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طلاب لاصلاح الجامعه